غزة تنتصر لنا.. فلننصرها

غزة تنتصر لنا.. فلننصرها

ليست مزاودة على احد. إنما هي مشاعر تتحرك. ما يجري في غزة يحرك الصخر. فكيف بنا، جميعا...
لا يكفي ان نسأل ماذا نفعل؟
بداية، اعلم ان الكثيرين منا فعلوا أكثر مما سوف اقترح بهذه التدوينة، لا ينتظرون تعاليمي. لكني اكتب،مقترحا، لم لا يزال يسأل ماذا نفعل.؟
بإمكاننا ان نفعل الكثير من اجل غزة. من اجل أطفالنا نحن. ليس من اجل أطفال غزة فقط.
استغرب ان الكثير من المدونيين ومستخدمي الانترنت يتعاملون بسلبية مع ما يجري. كأن من يموت هناك ليسوا بشرا. بني ادمين. وليسوا أرقاما. كان غزة لا تقاوم من اجل الإنسانية ومن اجل المستضعفين في الأرض..
لندون من اجل غزة. كل يوم مدونة من كل مدون عربي او أجنبي متضامن مع انسانيتة.
الآن حان وقت المدونيين باللغة الانكليزية واللغات الأجنبية الاخرى. اعتقد ان بإمكان هؤلاء الزملاء كتابة مدونات حول غزة والترويج لها.
كتابة مدونات تشرح الصورة الحقيقية بدون مبالغة وعواطف. تشرح ما يجري.
حماس وكل المقاومة الفلسطينية تتعرض لظلم إعلامي كبير. تتهم بأنها خرقت الهدنة. وإنها تقصف تجمعات مدنية.
إسرائيل قتلت من أطفالنا أكثر من 150 طفل حتى الآن مقابل أربع إسرائيليين (مدنيين) سقطوا بقصف صواريخ بسيطة دفاعا عن النفس.
لنكتب مدونات بالانكليزية وبكل لغات العالم الحية، ونروج لها. لنشرح الصورة كما هي. لنوزع صور حقيقية لأطفالنا. بدون مبالغة او تلاعب في الصور. ليكن تركيزنا ونحن نتوجه الى الرأي العام العالمي، الذي بدأ في التحرك. واقصد الناس وليس السياسيين. ليكن تركيزنا على الكارثة الإنسانية التي أحدثها العدوان البربري.
أدعو جميع زملائي المدونيين، وخاصة الناطقين بلغات اخرى، وكل من ليس له حتى الآن مدونة. ان ينشأ مدونة على مواقع مؤثرة. الى "التدوين لأجل" غزة. تدوين حتى يتوقف هذا العدوان البربري على الإنسانية. بإمكاننا جميعا ان نحدث فرقا. حتى من لا يمتلك وقتا بمكانه ان يفعل شيء ما. نشر صور. تعليق. نشر دعوات الى نشاطات إرسال ايميلات احتجاج على أداء وسائل الاعلام المنحازة...الخ.
أهم ما يمكن ان نفعله هو ان نوصل صوتنا واحتجاجنا وصورتنا الحقيقية الى وسائل الاعلام ومحرريها. نستطيع جميعا ان نكون "مراقبين" على أداء وسائل الاعلام.
عندما صرح رئيس الوزراء نادر الذهبي ان علاقات الأردن مع إسرائيل ليست مقدسة. كتب الإسرائيليون أكثر من 400 تعليق في يوم واحد على موقع صحيفة "هآرتس" يستهزئون من هذا التصريح ومن العلاقات.
لنكن ايجابيين مع أنفسنا. ونتوقف عن السلبية. لنكتب تعليقات على كل وسائل الاعلام وخاصة تلك الوسائل التي تشوه الصورة الحقيقية. لنعبر عن احتجاجنا على أداء وسائل الاعلام العربية والعالمية وبطرق حضارية. بنقاش موضوع نحاول ان نشرح فيه الصورة الحقيقية.
أقول بحضارية لأننا نريد ان تظهر تعليقاتنا حتى تقرأ من قبل كل مستخدمي هذه الوسيلة الاعلامية او تلك. لا نريد ان "نفش خلقنا" وحسب. نريد ان نكون مؤثرين. لندع السلبية جانبا فليس وقتها.
اعتقد ان كل من يترك تعليقا على كاتب او مقال سوف يحدث فرقا. لنري كل وسائل الاعلام إننا لسنا سلبيين وان لدينا ما نقول وأننا أصحاب حق.
عندنا الكثير لنفعله. لنقوم بهجوم إعلامي الكتروني مضاد. هجوم حضاري عقلاني لنسمع فيه صوتنا للناس. لنسمع فيه صوتنا لمحرري الصحف والمواقع وكل وسائل الاعلام.
اعتقد ان بمكان كل واحد منا، خاصة الناطقين بلغات أجنبية اخرى، تخصيص بعض الوقت لترك تعليق هنا او هنا.
بإمكاننا مثلا ان نضع قوائم للمقالات والمواد التي تنشر ويجب التركيز عليها في التعليقات. بإمكاننا التركيز واستهداف وسائل الاعلام المؤثرة والكبيرة.
يكفي سلبية...
على أحزبنا ان تساند هذا الجهد الالكتروني ان تضع، مثلا، قوائم لوسائل الاعلام التي يجب استهدافها في التعليقات وفي التأثير. وتوجيه جهود أعضاء هذه الأحزاب خاصة في الدول الأجنبية والقادر منهم على الكتابة بلغات أجنبية للتأثير على أداء وسائل الاعلام.
أدعو الى مقاومة الكترونية. مقاومة هدفها التأثير على القارئ ان لم نتمكن من التأثير على محرري وسائل الاعلام. مع أني اعتقد ان بإمكاننا التأثير على هؤلاء.
بإمكان أصحاب المدونات وكل مستخدمي الانترنت في كل بلد نشر الدعوات الى النشاطات على نطاق واسع. عبر المدونة او مواقع الويكي او عبر الايميلات لتصبح هذه النشاطات أكثر حضورا وأكثر تأثيرا.
غزة الآن. وبغض النظر عن اتفاقنا او خلافنا مع أي فصيل. غزة الآن تعيد رسم مستقبلنا جميعا. تعيد رسم صورة المنطقة. العدوان على غزة ليس عدوانا على فصيل وليس عدوانا على بلد. انه عدوان على التاريخ وعدوان على الإنسانية وعدوان على المستقبل. ان لم نتحرك الان. ان لم نتخلى عن سلبيتنا فلن نكون ايجابيين مع أنفسنا.
ادعوكم. وقبل ذلك أدعو نفسي الى التوقف عن كل تدوين وكتابة محبطة. واعتذر عن أي مدونة كتبتها تحت تأثير عاطفي وورد فيها ما هو محبط. صحيح ان عواطفنا تجرفنا أحيانا. لكن يجب ان تصبح مدوناتنا أكثر ايجابية. ان نبحث عن طرق أكثر فعالية للتضامن مع إنسانيتنا. غزة ليست قطاع وليست حدود. وشهدائها ليسوا أرقاما. إنهم بشر.
أتمنى من كل أصدقائي المعلقين على هذه التدوينة تقديم اقتراحات اخرى. سواء على مدونتي او على أي مدونة اخرى فعالة ونشيطة ومقروءة. ومرة اخرى أقول ان على زملائي الذين يكتبون بلغات أجنبية دور يجب ان يقوموا به الآن. بإمكانهم التدوين وبإمكانهم التعليق ومراقبة وسائل الاعلام. لنحدث فرقا. لنشعل شمعة. مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. الأنهار تتشكل من الجداول الصغيرة. بإمكاننا ان نشارك ونغير.. يا جبل ما يهزك ريح يا غزة....